في مخيم الفارعة والغور الفلسطيني

أشبال وزهرات فلسطين يصرّون على هزيمة «بلفور»

  • أشبال وزهرات فلسطين يصرّون على هزيمة «بلفور»

اخرى قبل 5 سنة

في مخيم الفارعة والغور الفلسطيني

أشبال وزهرات فلسطين يصرّون على هزيمة «بلفور»

الدستور- رام الله – محمـد الرنتيسي

لم يلغ وعد بلفور المشؤوم، بإهداء اليهود وطناً في فلسطين، حتمية أن ينتصر الشعب الفلسطيني، أخيراً، رغم معاناته الطويلة والمستمرة الناتجة عن هذا الوعد، الذي شرّد الفلسطينيين في شتى أنحاء الأرض، ولا زالت مخيمات اللجوء المنتشرة في غالبية الدول العربية، شاهد عيان على هذا الوعد الجريمة.

وليس من قبيل الصدفة، أن اختار الفلسطينيون يوم استقلالهم، بذات الشهر الذي أعلن فيه وعد بلفور، للتأكيد على هزيمة هذا الوعد، بمواصلة النضال، حتى إسقاطه وصفقة القرن، التي لا تقلّ خطورة عنه.

حنين طافح

في مخيم الفارعة للاجئين بمحافظة طوباس والأغوار الفلسطينية، اختار طلبة المخيم إحياء الذكرى 101 لوعد بلفور الأسود، باستذكار مدن أجدادهم وقراهم المدمرة خلال النكبة، بفعالية نظمتها وزارة الإعلام الفلسطينية، فطارد الأحفاد المنحدرون من يافا وحيفا وقرى شمال فلسطين ووسطها، وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور، برسائل طائرة، خطوها لطلبة إنجليز.

وعرّف الأحفاد ببلدانهم التي دمرتها العصابات الصهيونية العام 1948، وأقصت معها الأجداد، واختاروا أسماء بريطانية افتراضية، كـ»جون وريتشارد وجاك ووليم وتوم» كمستقبلين لرسائلهم، وأطلقوا فيها العنان لحنينهم للمدن والقرى التي كانت مسقط رأس الأجداد.

وكتب تامر أبو سريس: حرمني جدكم من الكفرين قريتنا الجميلة القريبة من حيفا، وأنا اليوم أسير الصفيح في المخيم.

وقال صهيب نصر الله: بسبب بلفور خسرنا أم الشوف، ولم نعرف أرض جدي عبد الله، ولم ير والدي عمه، الذي قتلته عصابات الاحتلال بدم بارد.

وخط راجح حمّاد: قرر جدكم بلفور بجرة قلم قتل أحلامنا في تل الصافي، جنوب فلسطين، ومُنع جدي الذي أحمل اسمه من العودة إلى بيته، وها نحن اليوم نرث القهر والوجع.

وجاءت رسائل أحمد صلاح المنحدر من قنير الملاصقة لحيفا مشابهة لرفاقه، فيما باح عز الدين شاويش بسيرة قصيرة كررتها له جدته، ووصفت له قنير بشجرها وبيوتها وأهلها وينابيعها.

واختار عبد الرحمن وكرم وآدم صبح مخاطبة طلبة من أقرانهم في لندن قائلين: عمرنا اليوم 15 سنة، وبسبب جدكم الأول لم نعرف لون البحر، ومنعنا من دخول مسقط رأس جدنا في الريحانية قرب حيفا.

وقال يوسف تايه: عرفنا قريتنا أبو شوشة بقلوبنا، وحرمت عيوننا منها بفعل بضع كلمات منحها جدكم.

وقال حازم أبو هنية: لم يعد جدي يكحل عينيه بعجّور جنوب فلسطين، وقص لي عن رفاق عمره الذين رحلوا عن الدنيا وأمنيتهم قبر في مسقط الرأس.

وكتب حسام موسى: كانت مدينة جدي حيفا تنعم بالحرية، لكن جدكم قرر تحويلها إلى جحيم، وطرد معظم أهلها منها، وغير كل شيء فيها، وسرق اسمها.

وحملت رسائل أكرم الشيخ يوسف من أم الزينات وصفا للقرية الجميلة، التي كانت تستلقي على السفح الجنوبي للكرمل.

وقال عامر إبراهيم: بسبب جدكم لم أحقق أمنية جدي بمرافقته إلى ساحة الحناطير في حيفا، والتجول في واديي الجمال والنسناس.

ونسج مهدي صلاحات: قال لي جدي إن يافا كانت بعيونه أكبر من الدنيا، لكن جدكم قرر برسالة سوداء تسميم حياتنا.

وسرد مجدي الأخرس، وإباء مصطفى وفراس شاويش ومؤمن صبح، قصص أجدادهم عن أم الزينات، وأم خالد، ويافا، والريحانية، وأبو شوشة.

أحلام ورديّة

وأعادت طالبات بنات طمون، عقارب الزمن إلى العام 1917، وأطلقن العنان لخيالهن وسردن حال فلسطين الإفتراضي، لولم يُصدر وزير خارجية بريطانيا جيمس بلفور وعده الأسود.

وباحت الطالبات بنصوص إبداعية لفلسطين، ونقلنها لزميلاتهن اللواتي يفوق عددهن 350، في أثيرهن الصباحي، في الذكرى 101 للوعد المشؤوم.

وفاضت النصوص بمعاني الحرية، فكتبت نيفين عبد الرحيم: نتجول اليوم في القدس، ونذهب إلى عكا، ونسافر إلى غزة، ونصل مطار العاصمة لنطير إلى كل الدنيا، بجواز سفر وهوية لا مكان فيها للعبرية.

وجاءت افتراضات ماسة غسان مشابهة، فلا ذكر للمستعمرات، ولا لجيش الاحتلال في نشرات الأخبار، وستختفي الدموع من عيون الأمهات.

وقالت شهلة بني عودة: لو لم تكن هناك يد ماكرة لبلفورلكانت طيور السلام تطير فوق كل بقعة من وطننا، ولكانت طرقاتنا مزدحمة بالحرية، ولجاء إلينا كل سيّاح الأرض، يتنقلون بين الناصرة وبيت لحم والقدس كما نحن.

وحمل نص ريما بشارات: كم هو جميل أن نتنفس اليوم الحرية، ولا يحمل لنا المذياع أخبار القتل والعربدة لغزاة وصولوا من أوروبا الباردة لبلادنا.

وشق نص حنين عباس: نرى الآن علم بلادنا فوق كل القمم، ونصل البحر في كل حين، ونستضيف كأس العالم، ونحمل عملتنا الوطنية.

وقالت حلا بني عودة: لا نكاد نرى السماء من كثرة نوارس الحرية، ويكاد البحر ينشد الألحان.

وكتبت رماح مصطفى: أذهب إلى يافا الجميلة، وأشتم عبق برتقالها، وأصول وأجول في الساحل، وأرتقي إلى الجرمق، وأصل الخليل والقدس، ولا أرى «القرميد» السرطاني.

وخطت مرح مصطفى: أشرب قهوتي في دمشق، وآكل كعك القدس بعد الصلاة، وأدق باب كنيسة البشارة قبل الغروب، وأغمض حفوني بجوار البحر.

وباحت رقية عبد الرحيم: اليوم تمطر السماء حرية، ولا نرى جدران قهر، ولا يطال قلوبنا رصاص الموت.

ونثرت رؤى بشارات: تخيلوا كم ستكون قلوب أمهاتنا منزوعة الأحزان فهي بلا شهداء رحلوا قبل الأوان، وتخيلوا كيف ستكون مفرداتتنا خالية من وجع الأسرى.

وعد بلفور المشؤوم، لم يسلب الأرض الفلسطينية فحسب، بل سلب الأحلام، ولاحق الحرية، وهو اليوم يأتي في هيئة وعد ترامب.

===============

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية « 14»

عبدالحميد الهمشري

الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية «1»

استندت حركة الاستيطان الصهيوني في فلسطين على عدة أسس :

- السيطرة على الأرض الفلسطينية واستملاكها بشتى الوسائل والطرق ومنافسة السكان الفلسطينيين عن طريق مصادرة الاراضي وإقامة المستوطنات عليها واستخدامها في أمور عسكرية..

- تدمير الاقتصاد الفلسطيني خلال سيطرة اسرائيل على مصادر المياه في الاراضي الفلسطينية ولصالح المستوطنات.

- العمل على زيادة المستوطنين وهناك مساع أن يصل في العام 2020 عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون مستوطن.

- تحويل المجتمعات الفلسطينية في المدن والقرى الى تجمعات محصورة بالمستوطنات ومعزولة عن بقية التجمعات الفلسطينية الاخرى لمنع التواصل الجغرافي فيما بينها، والأهم عزل القدس عن مناطق الضفة الغربية.

عدد المستوطنات في ازدياد وصل عددها 160، منها في القدس نحو 27 مستوطنة وفي محافظة رام الله والبيرة 27 أما في جنين 9 ونابلس 15 وطولكرم 4 وطوباس 8 وقلقيلية 13 وبيت لحم 18 وأريحا 11 والخليل 27، ووصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية الى 650 الف مستوطن وأكثرهم في القدس 292 الف مستوطن، في رام الله 132 الف مستوطن، وبيت لحم 75 الف مستوطن وطوباس 2000 مستوطن،، اسرائيل مستمرة في استيطانها للتخلص من الطابع العربي في الأراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية، ضمن مخططات التهجير ومصادرة الأراضي حيث ارتفعت نسبة الاستيطان إلى 57 % وهناك مئات المخططات لمنح تراخيص بناء وصل عددها نحو ترخيص 273000 للاستيلاء ومصادرة الاراضي والتي يعتبرون أنها أراضي دولة، اسرائيل تستمر في استيطانها رغم القرارات الدولية التي أقرت أن الاستيطان غير شرعي مثل محكمة لاهاي 2004 والمادة 49 من ميثاق جنيف وقرار الأمم المتحدة 2334.

ففي محافظة طوباس تشكل مناطق «أ» في والأغوار الشمالية وفق اتفاقية أوسلو نحو 11 % من مساحة المحافظة فيما تشكل مناطق «ب» نحو 5 %؛ ما يعني أن مناطق «ج» تشكل 84% من تلك المساحة.. وقد بدأ الاحتلال بالاستيلاء على الأرض فيها بهدف الاستيطان، منذ نكسة حزيران 1967، لخصوبة تربتها ووفرة المياه فيها ولقربها من الحدود الأر دنية وأغوار بيسان، فأقيمت أولى المستوطنات «ميخولا « الزراعية عام 1968، أعقبها إقامة « 7 « أخرى أغلبها ذو طابع زراعي وعسكري و» 3 « بؤر استيطانية، حيث توزعت على طول الخط الموازي لنهر الأردن المتاخم للحدود الأردنية والسفوح الشرقية للجبال المطلة على الأغوار، وتبلغ مساحتها ضمن حدودها حوالي 7518 دونماً عدا عن المنطقة الحيوية «مناطق نفوذ « المحيطة بها والتي يمنع المزارعون الفلسطينيون من دخولها أو البناء بها، ويسكنها والبؤر نحو 2000 مستوطن، ويمثل نشاطها الاقتصادي أهمية كبرى لدولة الاحتلال لما تحويه من أراضٍ زراعية خصبة ومزارع أبقار ضخمة وعدد كبير من المصانع التي تعتمد على الِإنتاج الزراعي والحيواني في تصنيعها لا سيما الأعشاب الطبية، حيث يقدر حجم أرباح المستوطنين الاستثماري فيها بحوالي 650 مليون دولار سنوياً تسهم 3 شركات استيطانية كبرى بتسويق الإنتاج منها وهي «شركة عارفاه، شركة إغريسكو، شركة آدا فرش»، يقابله خسائر باهظة تقدر بمليار دولار سنوياً تلحق بالاقتصاد الفلسطيني جراء سيطرة الاحتلال عليها.

كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

=================

خاص من فلسطين

جرافات الاحتلال تهدم مدرسة «التحدي 13» جنوب الخليل

هدمت قوات الاحتلال مدرسة «التحدي 13»، في منطقة السيميا شمال بلدة السموع جنوب الخليل، وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة.

وأكد منسق العلاقات العامة في مديرية جنوب الخليل مهند المسالمة، ان جرافات الاحتلال هدمت المدرسة المذكورة المكونة من سبع غرف صفية، من دون سابق إنذار.

وأشار المسالمة، إلى أن المدرسة بنيت بكلفة 40 ألف يورو، بتمويل من وزارة التربية والتعليم، ومن المقرر أن يتم افتتاحها بعد يومين.

الجدير ذكره، أن مدارس التحدي أنشأتها وزارة التربية والتعليم في المناطق المهمشة والتي تقع في المنطقة المسماة(ج) لتمكين الطلاب من الوصول الى المدارس القريبة ولدعم صمود المواطنين، كما ان الاحتلال يعمل وبشكل مستمر على هدم مدارس التحدي في تلك المناطق تمهيدا للاستيلاء على الأراضي.

===============

من الصحافة العبرية

نتنياهو يقود انقلابًا على الديمقراطيّة!

عوزي برعام

كنتُ موجوداً هناك عندما حدث الانقلاب. حينها انتخبتُ للكنيست للمرة الأولى، ودخلتُ إليها وأنا مليء بالروح القتالية، حيث أصبح مناحيم بيغن رئيسا للحكومة، ونحن في المعراخ بقينا في المعارضة.

الانقلاب السياسي وضع بصمته على كل واحد منا. اعضاء كنيست قدامى، مثل حاييم تصادوق ويغئال الون واسحق نافون، لم ينجحوا في التسليم بهزيمتهم، ما ظهر واضحا تقريبا في كل تصويت.

بيغن، الذي تعافى في حينه من المرض، حضر الى الكنيست وهو يشع ضياء، وتحدث دائما عن الطريق الصعبة التي مر بها الى أن وصل الى الحكم.

في كل مرة تذمروا فيها في لجنة الكنيست بهبوط مكانتنا، قام دائما رئيس الائتلاف، حاييم كورفو، باسكاتنا بقوله: كل شيء تعلمناه منكم».

بيغن وحكومته الذين ظهروا متشوشين في بداية الطريق تلقوا شحنة تشجيع كبيرة عند زيارة انور السادات للقدس. هذه الزيارة أعطت التبرير للانقلاب السياسي.

مع مرور الوقت تطور التسليم بالواقع في المعسكرين. أصبحت النقاشات شديدة، بالاساس بشأن تداعيات اتفاق السلام وبالطبع بشأن حرب لبنان. ولكن الاجهزة المدنية والقضائية في الدولة لم تتضرر أبدا. خلال السنين حدث تقارب بين أعضاء الكنيست من الكتلتين وتطور عمل برلماني مشترك.

أنا وزملائي كنا قريبين على المستوى الشخصي والبرلماني من روني ميلو وجدعون بات ودان مريدور.

بعد فترة زمنية جاء إلى الكنيست رؤوبين ريفلين، الصديق والخصم. كنا مختلفين طوال حياتنا – هو في الكشافة وأنا في الحركة الموحدة؛ هو في بيتار القدس وأنا رئيس مشجعي هبوعيل القدس.

روبي، كما يسمى، كان شخصا مهما ومحموما مع روح دعابة، ولكنه في الوقت ذاته يميني واضح في كل ما يتعلق بالقدس و المناطق المحتلة.

يبدو أننا لا نشعر في الوقت الحالي بأنه يحدث انقلاب ثان. ليس انقلابا في نقطة معينة، بل هو انقلاب زاحف.

من يقومون به لا يشبهون أبدا من قاموا بالانقلاب الاول. ريفلين، الحيروتي الأول الذي وصل الى الرئاسة، الرئيس الاول المؤيد لـ ارض اسرائيل الكاملة ، الذي يدمج التصلب السياسي والرؤيا الليبرالية، هو تقريبا خصم واضح للسلطة.

رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يريد سن قانون يقيد صلاحيات الرئيس في كل ما يتعلق بتشكيل حكومة بعد الانتخابات. هو لم يتجرأ على القيام بذلك مع شمعون بيريس، لكن لا مشكلة لديه في المس بريفلين دون اكتراث.

الانقلاب الثاني ليس انقلابا سياسيا، بل هو انقلاب يتحدى كل المعايير لدينا. كل المؤسسات التي تميز المجتمع المدني تقع تحت هجوم لا يتوقف. قانون الولاء في الثقافة يستهدف بالاساس، بوساطة المعارضة التي يثيرها، مساعدة ميري ريغف في الانتخابات التمهيدية، في حين أن المبادرة للقانون التي قامت بها اييلت شكيد تهدف الى تمكين الوزراء من تعيين المستشارين القانونيين والاعلان بأنه نحن نستخف بسلطات القانون، وهو لا يسري على وزرائنا .

هنا ايضا من الواضح أنه يمكن تجاهل استنتاجات لجنة غولدبرغ بخصوص اهلية المفتش العام للشرطة القادم.

كل هذه الامور لا تثير صدمة الجمهور الذي يستطيع قيادة انقلاب انتخابي، حيث إن كل انقلاب كهذا يتم طرحه كجزء من النضال ضد اليسار وتحرير الزعامة الحاكمة من كل قواعد ومعايير مقيدة.

زعيم الانقلاب الاول كان مناحيم بيغن، الذي عمل على تغيير الوجه الطبقي للمجتمع. وزعيم الانقلاب الثاني هو بنيامين نتنياهو، الذي أعلن، هذا الاسبوع، في خطاب له مليء بالتحريض، أنه زعيم الانقلاب الثاني، وهو تدمير الديمقراطية.

«هآرتس»

 

 

التعليقات على خبر: أشبال وزهرات فلسطين يصرّون على هزيمة «بلفور»

حمل التطبيق الأن